أولا، صباح الخير!
ثانيا، ماذا لو اعترفتُ لكم بأنّه في مدّة تقلّ عن خمسة أشهر كبرتُ عاما أو أكثر؟
تكفي تجربة جحيمية أو تقرّب حكيم للنفس حتّى ندرك أنّنا صنّاع المستقبل أو العكس. لم أكن أبدا من محبّات السؤال عن عمر مَن أتحدّث إليهم لأنّ رقم الأعمار ليس له أدنى قيمة. كم تحدّثتُ مع من قارب الخمسين ووجدتُ ما في جعبته فارغا إلا من تجارب قليلة ومتكرّرة! وكم ناقشتُ مَن هم في عمر العشرين والثلاثين فاكتشفتُ مدى الذكاء المتّقد فيهم!
اتركوا للشباب فرصةً حقيقية لحبّ الحياة. ومَن أهدى لهم مساحةً شاسعة من الإبداع والثقة الكافية لن يجني سوى خيرا كثيرا! ولاتقتلوهم بأسئلة سخيفة!
لا أخفي عليكم عدد النظرات المتهكّمة لشخصي وعدد الأسئلة التي تطلب منّي كم أبلغ من العمر ولا أجد لها سوى تفسيرا واحدا مختصره يتجلّى في عدم إدراكهم بعد لعزيمتي وحبّي للصمود أمام كلّ تحدّ كيفما كان وأينما وُجد. وإنّ حبّي للحياة أقوى من ألف تهكّم ومليون استخفاف.. ومادمتُ أؤمنُ بهذه الفكرة فكونوا على يقين أنّ عطائي سيفوق توقّعاتكم.