mercredi 9 août 2017

معيار التجربة مقابل معيار الثقة

أولا، صباح الخير!
ثانيا، ماذا لو اعترفتُ لكم بأنّه في مدّة تقلّ عن خمسة أشهر كبرتُ عاما أو أكثر؟ 

تكفي تجربة جحيمية أو تقرّب حكيم للنفس حتّى ندرك أنّنا صنّاع المستقبل أو العكس. لم أكن أبدا من محبّات السؤال عن عمر مَن أتحدّث إليهم لأنّ رقم الأعمار ليس له أدنى قيمة. كم تحدّثتُ مع من قارب الخمسين ووجدتُ ما في جعبته فارغا إلا من تجارب قليلة ومتكرّرة! وكم ناقشتُ مَن هم في عمر العشرين والثلاثين فاكتشفتُ مدى الذكاء المتّقد فيهم! 

اتركوا للشباب فرصةً حقيقية لحبّ الحياة. ومَن أهدى لهم مساحةً شاسعة من الإبداع والثقة الكافية لن يجني سوى خيرا كثيرا! ولاتقتلوهم بأسئلة سخيفة!

لا أخفي عليكم عدد النظرات المتهكّمة لشخصي وعدد الأسئلة التي تطلب منّي كم أبلغ من العمر ولا أجد لها سوى تفسيرا واحدا مختصره يتجلّى في عدم إدراكهم بعد لعزيمتي وحبّي للصمود أمام كلّ تحدّ كيفما كان وأينما وُجد. وإنّ حبّي للحياة أقوى من ألف تهكّم ومليون استخفاف.. ومادمتُ أؤمنُ بهذه الفكرة فكونوا على يقين أنّ عطائي سيفوق توقّعاتكم.

لم أكن يوما من أنصار الزمن ولامعاييره فالتجارب تُحسبُ بدرجة حدّتها لا بعدد السنين. 

lundi 17 avril 2017

هشاشة الطموح قد تُبنى من دراية بحقيقة الحياة

الأمر لا يحتاج لتحليل مكثّف ولا لتفكير مطوّل لأكتشف أنّ مروري بهاته الحياة ليس بالثقل الذي كنتُ أرجوه. أقصد، ما الذي أضفته لكم؟ لاشيء. لم أكتشف كوكبا جديدا أو وصفة فعّالة لتخليص البشرية من وباء ما. لم أنشر الفرحة التي خططتُ لها وأنا أحيا بينكم. لم أجازي أحدا بجميل صنيعه بما يكفي لمجازاتي من عند خالقي. لم أحمل طفلا يبكي لأكثر من نصف ساعة لأسكته. لم أشهد شروق الشمس بشكل متكرر ومستمر في حياتي لأنني أستيقظ بعدها بكثير. ألا يستحقّ كلّ هذا الكثير من الحسرة على العبثية التي أعيشها؟ 

قد تتأزم حالتي أكثر حين أعلم أن للحياة معاني كثيرة وأنا بعد مرور أزيد من عقدين اكتشفتُ معنى أو معنيين فقط. أفي الأمر مبالغة إن قلتُ أنّ اكتشاف معنى واحد ليس كفيلا باستحقاقي الحياة على وجه البسيطة؟
 قد أكون سرّعتُ من وتيرة تفكيري قليلا ولكن من يدري ما يخبّئه لي الغد؟ قد أعيش ليومي فقط أو قد أعيش ثلاثة عقود إضافية بنفس الملل وبنفس الشحّ في الحياة. تكرار السنوات أمامي يلزمني بإضفاء جديد عليها. هاته الفكرة التي مازلتُ متمسكة بها لحدّ الآن وهي نفسها التي لم تكفّ عن إزعاجي. أريد أن أصير غبيّة وأعيش بدون تفكير ولو لمهلة من الزمن. أبحث عن من يقرضني اللامبالاة ولن أبخسه في ثمنها. أريد أن أرتاح منّي ومن كتاباتي لبعض الوقت فقط ولستُ أدري لهذا الطريق سبيلا.

مايستحقّ المحاولة فعلا هو العيش بطموح نملة حبستها قطرة ماء من المرور للجهة الأخرى. أقول ماسبق لأنني اكتشفت في وقت متأخر في حياتي أنني رفعتُ سقف طموحاتي بشكل كارثي والأمر لايستحقّ المحاولة. أحتاج لدأب النملة وتفانيها ولستُ أحتاج إليّ في الوقت الراهن. 




lundi 10 avril 2017

بداياتي في التدوين

حين بدأتُ أشقّ طريقي نحو التدوين والتعبير عن نفسي ومحيطي بالكتابة قبل عشر سنوات من الآن، كنتُ أعتقد أنّني سأتوقّف عن الكتابة وقتما شئتُ وكيفما أردت. كنتُ أرى فيها شيئا من الكماليات فإذا بها تصير جزءا لا يتجزّأ منّي. 
بِتّ بكلّ حرف أُسقِط همّا وأخفّف عني عناء الحياة. حينها أدركتُ أنّ تعلّقي بالتدوين أكبر من مجرّد ملء الفراغ بالكلمات أو حتّى بتجاربي. التدوين هو أن أستطيع التفكير في الغير وأكتب عنه مستعملة ضمير "الأنا"، هو أن أرى نفسي في كلّ شيء أصادفه في حياتي: في الطفلة التي تتكبّد عناء الذهاب للمدرسة وسط حقل خاو لا يملأه سوى ثغاء الخرفان في قرية مهجور أهلها، أو في عينيّ عجوز اشتعل رأسها شيبا وأسى، أو في مواء قطّة باتت الليل كله بدون أدنى أكل أو عطف. التدوين هو أن أرى نفسي في عيون العاشقين لحظة غروب شمس بعد يوم دافئ أو في قلب بحيرة راكد ماؤها منذ أن توفّي راعي الغنم الذي يرعى بجنباتها خرفانه ويتحسّر على عمر مضى دون جدوى. 
أستطيع أن أكتبَ في كبد الضجيج أو الهدوء. لا يهمّ! ما دام صوتي مسموعا داخلي. أستطيع أن أنصتَ إليّ وأنا في خضم الانشغال بالحياة فالتدوين ليس اختيارا في نهاية المطاف.